الأحد، 20 يونيو 2010

- اعماق الساحل الليبي مناطق مفقودة ومقومات واعدة




أعماق الساحل الليبي‮ ‬مناطق مفقودة ضمن قائمة سياحة الغوص

الساحل الليبي مقومات واعدة


أخد نشاط مجال السياحة في‮ ‬التشعب مع تطور المفاهيم والمضامين المؤطرة للقطاع،‮ ‬ضمن منظومة اقتصادية واجتماعية وترفيهية،‮ ‬تراعي‮ ‬الجوانب كافة،‮ ‬وتحدد مسؤوليات كل الجهات المعنية،‮ ‬من مسيرين،‮ ‬وقائمين على تنظيم البرامج السياحية،‮ ‬والمستثمرين،‮ ‬وتوفر متطلبات وشروط نجاح الأنماط السياحية،‮ ‬بالإضافة إلى وضع الضوابط،‮ ‬وترتيب الأولويات،‮ ‬وفق خطط تنفيذية قصيرة،‮ ‬ومتوسطة،‮ ‬وطويلة،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن تحديد المقومات الأولية،‮ ‬التي‮ ‬تمثل الركيزة الأساسية للنشاط السياحي‮ .‬


والمتتبع لخارطة الأنماط السياحية في‮ ‬العالم اليوم،‮ ‬يلاحظ الاهتمام المتواصل،‮ ‬والمتابعة الدقيقة من قبل الجهات المعنية بالقطاع في‮ ‬الوجهات السياحية،‮ ‬التي‮ ‬أضحت رائدة القطاع،‮ ‬بل وأن السياحة كمجال اقتصادي‮ ‬أصبح‮ ‬يقود قاطرة اقتصاد عدد من الدول،‮ ‬وبدأت السياحة بمايتوافر لها من مقومات طبيعية أو تاريخية مجال ابتكار،‮ ‬يفتح مصرعيه أمام الأفكار المتجددة،‮ ‬تستقطب سنوياً‮ ‬ملايين السياح،‮ ‬وسط مناطق معزولة وربما تفتقد الإمكانيات،‮ ‬غير أنها ومع مرور الوقت باتت ضمن المقاصد الأولى في‮ ‬العالم،‮ ‬ومن بين الأنماط السياحية التي‮ ‬كان لها الدور الكبير في‮ ‬هذا الجانب،‮ ‬يبرز نمط سياحة الغوص والرياضات البحرية،‮ ‬وبقوة فعلى خارطة منظومة الجدب،‮ ‬وأصبح لها روادها وممارسوها،‮ ‬ونظمت أعمالها تحت رعاية منظمات دولية تهتم بالتفتيش على مراكزها،‮ ‬وتمنحها الرخص المعترف بها دولياً‮.‬


ونطرح عبر مقالتنا أسئلة مفادها هل لدينا في‮ ‬ليبيا البلد الذي‮ ‬يمتلك أطول ساحل مطل على حوض البحر المتوسط الوجهة التي‮ ‬تستقبل نحو200مليون سائح سنوياً،‮ ‬وماأبرز الفرص الضائعة في‮ ‬ظل‮ ‬غياب الاستثمار الأمثل للمقومات الأولية،‮ ‬وجولة بين أفضل المواقع المهيئة وفق معطياتها الطبيعية لممارسة الغوص والرياضات البحرية،‮ ‬وسبر أعماق المسطحات المائية على طول الشريط الساحلي،‮ ‬وفق أهم التقارير الدولية،‮ ‬وآراء المختصين عن متطلبات ومخاطر ممارسة هذا النمط السياحي؟‮.‬


اختارت منظمة السلام الأخضر عدداً‮ ‬من المواقع البحرية المطلة على الساحل الليبي‮ ‬البالغ‮ ‬طوله نحو‮ ‬1770 ‮ ‬كيلومتر،‮ ‬من بين المواقع ذات الخصائص والمعايير القادرة على دعم بقاء الكائنات البحرية،‮ ‬بماتؤمنه من وظائف بيئية،‮ ‬تسهم في‮ ‬نمو وتطور حياة الأجناس البحرية،‮ ‬وتمثل في‮ ‬الوقت نفسه موائل طبيعية لإقامة محميات بحرية،‮ ‬ومن بين تلك المواقع منطقتا خليج سرت،‮ ‬في‮ ‬كونها منطقة لتغذية أسماك التونة،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن أن الساحل المحاذي‮ ‬لشواطئ المنطقة‮ ‬يعد موطناً‮ ‬يكتسي‮ ‬أهمية كبيرة ضمن قائمة مناطق تبييض السلاحف البحرية،‮ ‬ويحوي‮ ‬مروجاً‮ ‬من الاعشاب البحرية،‮ ‬ويصنف تقرير المنظمة السواحل الليبية الممتدة من خليج بمبة شرقاً‮ ‬الى شواطئ الزويتينة المطلة على خليج سرت،‮ ‬كواحدة من الجنات العشرالاخيرة في‮ ‬منطقة حوض المتوسط،‮ ‬في‮ ‬كون المنطقة الساحلية تحوي‮ ‬نقاطاً‮ ‬لوضع بيوض السلاحف،‮ ‬فضلا عن انتشار مروج الاعشاب البحرية مما جعل المنطقة بيئة مناسبة لعديد الاحياء البحرية،‮ ‬إلى جانب انتشار الجبال البحرية المقابلة للشواطئ من بينها جبل‮ "‬هيرودوس‮"‬،‮ ‬فهذه المواقع وباعتراف دولي‮ ‬تعد من بين المناطق المطلة على الساحل الليبي‮ ‬المؤهلة أن تكون قطب جدب سياحي‮.‬


وقد‮ ‬يطول الحديث ويتشعب،‮ ‬فيمايتعلق بالمقومات الطبيعية على طول الساحل الليبي‮ ‬بتباين تضاريسه،‮ ‬وتتنوع مفرداته البيئية،‮ ‬من جزر،‮ ‬وشواطيء رملية برمالها الصافية،‮ ‬إلى مرتفعات صخرية،‮ ‬وخلجان متعرجة،‮ ‬وغيرها الكثير ممالايمكن حصره،‮ ‬في‮ ‬غياب الدراسات والمسوحات العلمية،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن مزاياها الأخرى التي‮ ‬تنفرد بها الطبيعة الخلابة للمواقع الساحلية بجبالها الشاهقة والشواطئ الذهبية والمياه اللازوردية،‮ ‬وشعابها المرجانية بأعماقها الساحرة التي‮ ‬تجذب الغواصين والباحثين في‮ ‬اعماق الطبيعة البكر،‮ ‬عن الشعب المرجانية وآلاف من الأسماك والمخلوقات البحرية‮ .‬


وتشير معظم آراء المهتمين بسياحة الغوص والرياضات البحرية،‮ ‬أن السواحل الليبية‮ ‬يمكن تصنيفها على كونها واحدة من أهم المناطق البيئية المتميزة لما تتمتع به من خصائص بيئية وطبيعية،‮ ‬تؤهلها لتأسيس واحدة من أكثر الوجهات الرئيسة بحوض البحر المتوسط،‮ ‬لاسيما مع توافر عامل الرياح الذي‮ ‬يشكل مناخاً‮ ‬مناسباً‮ ‬لهواة رياضة ركوب الأشرعة،‮ ‬بالإضافة إلى الأعماق المرجانية بخليج سرت،‮ ‬وسواحل الجبل الأخضر،‮ ‬والخمس،‮ ‬ومصراتة،‮ ‬وبنغازي،‮ ‬وزوارة،‮ ‬وماتحمله من كائنات وأحياء عالم البحار،‮ ‬تشكل في‮ ‬مجملها وبماتحمله من مناظر مشهدية رائعة،‮ ‬عناصر لقيام أنشطة على أسس هذا النمط السياحي،‮ ‬كما أن أعماق الساحل الليبي‮ ‬تحتضن أكبر التجمعات الأثرية،‮ ‬نتيجة هبوط نقاط عديدة في‮ ‬قاع البحر،‮ ‬أو الزلازل المتلاحقة،‮ ‬حيث تشير نتائج المسح الأثري‮ ‬إلى وجود عدد كبير من المدن الأثرية،‮ ‬والسفن،‮ ‬تمثل كنوزاً‮ ‬غارقة تستقطب اهتمام عدد كبير من هواة سياحة الغوص،‮ ‬نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر أهم المواقع،‮ ‬التي‮ ‬بات من المؤكد ومن خلال الدراسات الميدانية وجود شواهد أثرية بأعماقها،‮ ‬في‮ ‬منطقة خليج بمبة،‮ ‬وشواطيء العقلة،‮ ‬وسوسة،‮ ‬والحنية،‮ ‬ورأس الحمام،‮ ‬والعقورية،‮ ‬ورأس الغزالة،‮ ‬ودرنة،‮ ‬ورأس لانوف،‮ ‬وكرسة،‮ ‬وجرجارأمه،‮ ‬ولبدة،‮ ‬وصبراتة،‮ ‬وطلميثة،‮ ‬والتميمي،‮ ‬تمثل أبرز الوجهات لهواة سياحة الغوص،‮ ‬إذا ماتم استثمارها سياحياً،‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬يرى عدد كبير من الأثريين أن فتح الباب أمام سياحة الغوص في‮ ‬هذه المناطق‮ ‬يشكل خطورة على ماتكتنزه من قطع أثرية،‮ ‬قد تقع تحت مخاطر السرقة والتهريب،‮ ‬كما حصل لمواقع متناثرة في‮ ‬الصحراء الليبية،‮ ‬بينما‮ ‬يشير آخرون إلى ضرورة استثمار المقومات المتاحة،‮ ‬وتنميتها سياحياً،‮ ‬وفق أهداف محددة،‮ ‬تراعي‮ ‬عدم المساس بالبيئة البرية والبحرية النباتية بالمناطق المستهدفة،‮ ‬تطبق فيها سياسات‮ ‬غير تقليدية،‮ ‬والاستفادة من تلك المواقع المميزة وتحويلها الى مراكز سياحية قادرة على المنافسة مع المراكز السياحية العالمية‮.‬

صحيفة اويا الليبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق